بقلم د. امانى محمد بسيونى قسم التغذية -معهد دراسات علوم المسنين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (صوموا تصحوا)
سبق الهدي النبوي علماء التغذية في تقرير ما يثبت من خلال الأبحاث الطبية من فوائد وقائية وعلاجية للقيام ضد كثير من الأمراض الضارة والسموم من الجسم ..
يكفــي أن نعلــم أنــه أفضــل وســيلة لإزالــة المــواد المتراكمــة الضارة والسموم من الجســم .. فهو فرصة عظيمة لتغيير السلوك الغذائي وتبني نظام غذائي سليم والتخلص من العادات الغذائية الخاطئة التي تشكل خطراً على الصحة ابتداء من الإســراف في تناول الطعام وعدم التحكم بالشــهية والتركيز على أنواع الأطعمة ذات السعرات الحرارية
العالية والغنية بالدهون المشبعة والسكريات والأملاح
، ولكن يخشي الكثيرون من اصرار كبار السن علي الصيام خوفاً من تعرضهم لمضاعفات تؤثرعلي حالتهم الصحيه خاصة بأن الله عز وجل رخّص لهم الإفطار في شهر رمضان مع قضاء ذلك لاحقاً، أو تأدية الكفارة لمن لا يستطيع القضاء. ولذلك يحتاج كبار السن إلى رعاية خاصة في شهر رمضان المبارك من جميع النواحي بما فيها نوعية الطعام التي يجب أن يتناولونها، حيث أن كبار السن يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والمشقة والتعب بسبب الصيام.
ووجد ان تناول الطعام بكميات أقل من المعتاد يؤدى إلى انخفاض مستوى الطاقة عند كبار السن وزيادة فرصة الإصابة بسوء التغذية. ولذلك يوصى بضرورة مراقبة تغذية المسن وخاصة خلال شهر رمضان المبارك والحرص على توفير وجبات غذائية متكاملة تحتوي على جميع العناصر الغذائية من مواد كربوهيدراتية وبروتينية ودهون وفيتامينات. وهناك بعض التغيرات الفسيولوجية التي تحدث للمسنين أثناء الصيام منها :
نقص عمليات التمثيل الغذائي للخلايا وانخفاض القدرة الوظيفية لمعظم أجزاء الجسم.
قلة النشاط العضلي وضعف في سرعة الاستجابة للمؤثرات العصبية بمعدل 15%.
ضعف في حاسة التذوق ونقصان الإحساس بالطعم والنكهة مما يقلل الشهية للغذاء.
قلة افراز العصارات الهاضمة في المعدة مما يتسبب بنقص كفاءة عملية الهضم والامتصاص.
اختلال في إفراز العصارة الصفراوية وانخفاض نشاط الأمعاء مما يؤدي لصعوبة في هضم الدهون، كثرة الغازات واستمرار حالات الإمساك.
ضعف الأسنان وعدم صلاحية أطقم الأسنان الصناعية مما يؤدي إلى سوء التغذية نظراً لعدم كفاءة مضغ الطعام.
نقص الإحساس بالعطش.
زيادة نسبة الحموضة مما يتسبب بألم المعدة.
ولذلك تم عمل نظام غذائي لكبار السن وخاصة الذين يصومون في رمضان غنياً بالبروتينات والأملاح المعدنية والفيتامينات ومعتدل النشويات والكربوهيدرات وقليل الدهون للحفاظ على مستوى مناسب من السعرات الحرارية ولذلك توصي منظمة الصحة العالمية بمعدل 1800 سعر حراري/ يوم للسيدة المسنة و 2200 سعر حراري/ يوم للرجل المسن. وهذة بعض الإرشادات التي ينصح باتباعها عند إعداد الغذاء للمسنين:
يوصى بأن يكون إفطار المسن متوازناً وغنياً بالبروتينات بمعدل 1-1.5غم /كجم يومياً.
توفير الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن.
ينصح بتناول الألياف لتفادي الإمساك خاصة بعد فترة صيام طويلة.
ينصح بتناول 2-3 لتر من السوائل يومياً للمحافظة على سلامة الكليتين.
توفير وجبات خفيفة موزعة على 3 وجبات رئيسية، هي: الإفطار ووجبة بعد مرور ساعتين والسحور لضمان تزويد الجسم بالسعرات الحرارية التي يحتاجها.
توفير جو ملائم لتشجيع المسن على تناول الطعام بشكل جيد.
طبخ الطعام جيداً مراعاةً لضعف بنية الأسنان.
عدم الإكثار من البقول الجافة لتجنب إصابتهم بعسر الهضم.
تقليل الملح في الطعام أو استخدام التوابل والمشهيات بدلاً منه حسب الرغبة خصوصاً إذا كان المسن يعاني من ارتفاع ضغط الدم.
مراعاة وضع برامج غذائية وحميات خاصة لكبار السن المصابين بأمراض معينة مثل مرضى السكر وارتفاع الضغط والكوليسترول.
تقديم الطعام اللين لضمان سهولة المضغ والبلع من خلال سلق الطعام أو طحنه أو تقطيعه إلى أجزاء صغيرة.
وجود الخضروات لتكون جزءاً أساسياً في جميع الوجبات الرمضانية وعدم التنازل عنها، لأنها غنية بالألياف الغذائية التي تسهل عملية الهضم.
إذا كان المسن يعاني من مشاكل في الأسنان فينصح بتقطيع الخضروات أو تقديمها مطبوخة لينة سهلة للمضغ.
الحرص على توفير الأطعمة الغنية بالحديد كالعدس والسمك وكبد الدجاج.
الحرص على تقديم أطعمة غنية بفيتامين ب 12 كسمك التونا والبيض واللحوم.
ضمان شرب المسن للماء والسوائل خلال فترة الإفطار وللتاكد من ذلك دون الاعتماد على الإحساس بالعطش ينصح بإبقاء زجاجة الماء قريبة من المسن لتذكيره بضرورة الشرب.
الامتناع عن شرب القهوة والشاي وخاصة في ساعات المساء المتاخرة لانها مدرة للبول لتجنب الجفاف واضطراب النوم الناجم عن الاستيقاظ المتكرر للتبول
واخيرًا المسنون آباؤنا وً أجدادنا تاج على رؤوسنا يجب الحفاظ عليهم