اقترب موعد حلول شهر رمضان ولم يعد يفصلنا عنه سوى أيام قليلة يحلو خلالها استعراض الذكريات والعادات وما دأب عليه الأجداد الذين كانوا يستعدون للشهر الفضيل مبكرا خاصة وأنه يعني بالنسبة إليهم اجتماع العائلة المصغرة والموسعة والسهرات الرمضانية والطعام التقليدي وغير ذلك من نفحات قديمة نشتاق لها

ونستعرض في هذا المقال أهم تقاليد مدينة صفاقس خلال شهر رمضان و في الفترة التي تسبقه وما تتضمنها من استعدادات، فضلًا عن أشهر أكلات رمضان والعيد في صفاقس

عادات وتقاليد صفاقس في استقبال شهر رمضان


إنّ للأهالي أسلوبهم الخاص في استقبال شهر رمضان الكريم قبل فترة من ثبوته، ومن أبرز مظاهر هذه الاستعدادات: تنظيف البيوت، وطلاء الجدران، واقتناء أوانٍ جديدة، أما الأواني والمواعين النحاسية، فعادةً ما يقومون بقصدرتها، حتى تستعيد بريقها ولمعانها، وتكون ذات مظهر جيد ومناسبة للعرض والتقديم فضلا عن شراء مؤونة الشهر

يوم القرش: يُطلق هذا المصطلح على اليوم الذي يحل قبل الإعلان عن بدء شهر رمضان، وتجتمع العائلات والأصدقاء في هذا اليوم لتناول طعام الغداء لآخر مرة قبل بدء الصيام.
وضع الزينة: يتم تزيين مآذن المساجد بالمصابيح استقبالاً لشهر رمضان، كما يتم تزيين المقاهي والأماكن العامة.
كما تتم تهيئة مدفع رمضان للإعلان عن حلول موعد الافطار خلال كل يوم من الشهر الكريم.

عادات وتقاليد السحور
هناك عاداتٌ وطقوسٌ خاصة بالسحور في مدينة صفاقس خلال شهر رمضان، والتي من أبرزها ما يلي:

الطبال : يُطلق هذا الاسم على من يوقظ الناس لتناول الطعام قبل الفجر وبدء الصيام، من خلال الضرب على الطبل الذي يحملهُ والذي يميزهُ أيضًا.
وجبة السحور: من أبرز الأطعمة التقليدية التي تتضمنها مائدة السحور في صفاقس :
العصيدة: المُعدة من الدقيق، والعسل، وزيت الزيتون
المسفوف: مكون من الكسكسي، والحليب الساخن، والتمر.
البسيسة: مصنوعة من خليط مغذٍ من: الحمص والقمح والفول والسكر، وزيت الزيتون أو دون سكر إذا كانتمعدة للأكل مع التمر أو الشريح

عادات وتقاليد الإفطار (شقان الفطر )
لوقت الإفطار تقاليد ومظاهر مميزة في صفاقس في الشهر الكريم، وتاليًا ذكرٌ لأهمها:

شقان الفطر: كسر الصيام: يكسر الأهالي صيامهم بشرب رشفةٍ من الماء، وتناول ثلاث حبات تمر، كما يتبادلون في وقت الإفطار عبارة “صحة شريبتك”، والتي فيها تمني بالصحة والهناء.
الاجتماع على طاولة الإفطار: تجتمع العائلات عند حلول وقت الإفطار على المائدة لتناول طعامهِ معًا، وتكمن أهمية هذا التقليد بدورهِ في تقوية العلاقات بين الأفراد خلال الشهر الكريم.
مائدة الإفطار: من الأمثلة على الأطباق التي تتضمنها المائدة الرمضانية في صفاقس :شربة المرقة بالصبارص الشرافي وتشيش الفريك بالقرنيط الطازج او المجفف ، والشوربة، والتمر، بالإضافة إلى الأصناف الأخرى كالبريك والطاجين المعروفة في صفاقس بخبزة اللحم
موائد الإفطار: تُقام طوال شهر رمضان في صفاقس موائد إفطار خاصة للعائلات المحتاجة، ويتولى إقامتها كلٌ من فاعلي الخير والجهات المسؤولة في الدولة.
طقوس ما بعد الإفطار: من أبرز المظاهر التي تميز الحياة في صفاقس في فترة ما بعد الإفطار في شهر رمضان:
الخروج إلى المقاهي: تبدأ مظاهر الحياة بالعودة إلى الشوارع بعد وقت الإفطار، ويخرج كثيرٌ من الرجال من منازلهم بعد الإفطار لارتياد المقاهي والجوامع لأداء صلاة العشاء وصلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم

ليلة النص وليلة السابع والعشرين : تُسمى ليلة المنتصف من شهر رمضان في صفاقس وتونس عامة بـِ”ليلة النص”، ولها طقوسٌ خاصة يحرص الأهالي على إقامتها، ومن أهمها ما يلي:
يجري في ليلة النص إعداد طبق الكسكسي من أجل الإفطار، بالإضافة لأشهى الحلويات، وغيرها من الأصناف.
تقوم كثيرٌ من العائلات في صفاقس ليلة النصف وليلة السابع والعشرين بإقامة حفلات الخطوبة لبناتهن ، كما تقوم عائلاتٌ أخرى بختان أطفالها في هذه الليالي لما تحمله من بركة.

عادات وتقاليد صفاقس في التحضير للعيد
منذ ليلة النصف والى بلوغ ليلة السابع والعشرين من رمضان تشرع النساء في اعداد حلويات العيد الفاخرة المتكونة اساسا من اللوز وزيت الزيتون كالكعك والملبس والبفلاوة ومقروض الحمص والدرع وكذلك أكلة فطور الصباح ليوم العيد المتكونة من الحوت المالح والشرمولة ومن يزور صفاقس في تلك الأيام  ويتجول في شوارعها وأنهجها سيشتم دون أدنى شك رائحة الشرمولة الصفاقسية  التي تفوح من المنازل

والشرمولة هي  أكلة تحتوي على زبيب مرحي و بصل و زيت زيتون و وبهارات  تضيف عليها نكهة و تبقى هذا الخليط في قدر يغلي لمدة ساعات كثيرة  لذلك تقوم النسوة بعملية الطهي على مراحل 

وتتميز شرمولة صفاقس  على غيرها بمذاقها الحلو بسبب وجود الزبيب كأحد أهم مكوناتها نظرا لكونها  تستهلك مع السمك المجفف والمملح  الذي  يكون عادة من أنواع سمك كبيرة الحجم مثل المناني و البوري و الغزال و الكرشو و  غيره
غالبا ما يتم شراؤها مملحة أو طازجة ثم يقع تشريحها قبل أيام العيد و إضافة الكثير من الملح فيها.

. يوم العيد وبمجرد خروج الرجال للجامع لأداء صلاة العيد تقوم النسوة بإعداد مائدة الإفطار التي تحتوي على الشرمولة وخبز العيد والسمك المملح  

طريقة إعداد الشرمولة

المقادير وطريقة الاعداد
1 كلغ زبيب( 2كلغ  بصل 6 كؤوس زيت  و توابل (شوش ورد +عود شركة+قرفة+كعبات كبابة) مرحية

نقطع البصل قطعا مكعبات و نضيف من فوقه الزيت نتركه على نار هادئة حتى يحمر مدة ساعة تقريبا نغسل الزبيب جيدا و يكون مرحي نضع الزبيب المرحي فوق غربال و نصب عليه رويدا رويدا عدد 2 لتر من الماء نضيف ماء الزبيب للبصل ودائما نحرك نتركها تطبخ على مراحل ساعة في اليوم لمدة يومين أو ثلاثة و عندما تفوح رائحتها تكون جاهزة للتقديم

الشرمولة هي أكلة متوسطية قديمة جدا ومتعددة الاصناف وهي تؤكل بالدرجة الأولى في البلدان الواقعة على الساحل ، أصلها روماني و انطلقت الى تركيا و من تركيا وصلت إلى صفاقس

ويقال كذلك أن بحارا يونانيا اسمه شارل مولا قام عندما هبت عاصفة هوجاء بحرية دمرت مركبه و اغرقت رجاله وظل تائها وحيدا بالتفتيش عن مركبه المدمر ووجد كيسا به زبيب ،وأخر به بصل فقام برحي الأول وتقطيع الثاني الى مكعبات ووضع الخليط في اناء   ليغلي و اشتم رائحة فتحت له الشهية فتقبلته معدته و أكل الى ان شبع  

انتشرت اكلة الشرمولة  في مختلف المدن المتوسطية وهي اانواع و تختلف من مدينة الى أخرى فمثلا شرمولة قرقنة و جربة وجرجيس   لا تشبه شرمولة صفاقس.