شبح الفقر يهدد بإضمحلال الطبقة الوسطى ” تتراجع الطبقة الوسطى التي تُمثل 60 بالمائة .. من تركيبة المجتمع التونسي بشكل واضح و تنحدر نحو الفقر بسبب ارتفاع إنفاق التونسيين أكثر من قيمة رواتبهم !! ما يطرح تساؤلات عن كيفية معالجة الدولة للملف و انقاذ ما بقي من هذه الطبقة بإعتبار دورها الجوهري في إحداث توزنات إجتماعية و إقتصادية في البلاد ..
منذ سنوات و تونس تعاني من خلل هيكلي في النظام الإقتصادي و الموازنات العامة ..مما دفع بالطبقة الوسطى التي تُمثل عمود التوازن الإجتماعي إلى التقلص بسبب خروج جزء من الموظفين سواء في القطاع الخاص أو العام الذين يتقاضون رواتب تقل عن 800دينار من دائرة الطبقة المتوسطة التي تعيش وضعا مريحا في السنوات الماضية. و تنتقل الآن إلى طبقة الفقراء …!!!
لقد اندثرت الطبقة الوسطى ربما بسبب التركيز على جدل سياسي عقيم و إهمال الملف الإقتصادي أو أن هذه الطبقة عجزت عن مواجهة التضخم المالي فتدهورت بشكل ملحوظ !! و هذا راجع لعدم تحقيق نمو اقتصادي في السنوات الأخيرة .. و بالتالي لم يتم استحداث مواطن شغل و لا يمكن تحقيق كرامة المنتمين إلى الطبقة الوسطى إلا بتوفير مواطن شغل حقيقية و ليس مواطن شغل مزيفة .. وهمية .. كما عرفت “تونس” نسبة تضخم غير مسبوق وصل إلى حوالي 9.8 في المائة خلال نوفمبر المنقضي… فهذه الطبقة لن تضمحل بل ستنحدر إلى الأسفل و ستبقى دائما وسطى مقارنة ببقية الطبقات بل سنرى فئة إجتماعية أكثر بؤسا و فقرا !!!! و وسطى تُحاول جاهدا التأقلم مع التداين كي تستمر و تعيش و ستتدحرج نحو الفقر تدريجيا و هي نتاج لهذا الواقع الإقتصادي الذي يشهد ركودا متواصلا و عدم احداث ثورة اقتصادية حقيقية تُرسخ العدالة الإجتماعية …… و غلاء الأسعار زاد الطين بلّة و لا يمكننا التغافل عن دور جائحة كورونا في تعميق هذه الازمة المعيشيةالتي تؤدي بالنتيجة إلى صعوبات في تلبية المواطن إحتياجاته الأساسية (الأكل.. الشرب… الصحة ) كما يؤثر الفقر على الحالة النفسية.:فيسبب الإكتئاب .. الإحباط …اليأس. ..كما يؤدي إلى تدهور الحالة العاطفية :كرفض الشباب الزواج و الإستقرار ..نتيجة عجزه المالي و خاصة مع غلاء المعيشة. !! ومن أكثر الآثار خطورة :هي زيادة معدلات الجريمة و انتشار الفساد الأخلاقي و زيادة انتشار الفوضى في المجتمع … لذا وجب اقتراح حلولا لإنقاذ ما تبقى من هذه الطبقة التي تُصارع من أجل البقاء … *كتطوير المواهب و الكفاءات و المهارات المهنية. *محاولة معالجة مشكل غلاء الأسعار و محاربة الإحتكار. *إلتزام الحكومة بتحقيق التنمية المنصفة إقتصاديا و اجتماعيا .. *التخطيط لإستراتجيات تحسن الظروف المعيشية …………….. و ذلك لإحتواء شبابنا و حماية عائلاتنا من التهميش و الجوع و العجز المالي. و تحقيق الإستقرار و السلام داخل المجتمع .. لأن الفقر كالكُفر و ذلك لأنه يحمل على حسد الأغنياء و يؤدي بصاحبه إلى تمرد و السُّخط على كل من حوله!!!!!