ينحدر معظم المهاجرين غير الشرعيين من افريقيا جنوب الصحراء و ينتقلون في مجموعات .. و يعملون في جميع المجالات :المطاعم.. .البناء .. المقاهي ..معينات منزلية … همهم العبور نحو أوروبا حيث تتوفر ظروف عيش أفضل لكن آملهم تخيب بمُجرد إحباط دول الإتحاد الأوروبي لرحلاتهم البحرية : فيجدون أنفسهم إمّا في مهن وضيعة كلها إستغلال بدخل زهيد لا يكفيهم…

منهم من إختار الإقامة في تونس و ينتظر بصيص أمل في إعادة التوطين في إحدى الدول الأوربية..و منهم ..من يتحيّن الفرصة للهجرة بطريقة سرّية عبر السواحل !! و لكن ما حصل من تحولات للمشهد اليومي ..يؤكد أنّ تونس لم تعُد تلك المحطة الرابطة لحلم الهجرة بل أضحت موطنا لأفارقة جنوب الصحراء !! فمشاهد الوافدين الجدد تكاد تُكرر كل يوم :زد على ذالك ارتفاع نسب الولادات بما يعنيه من استقرار و إقامة دائمة !!… و بات واضحا أنّ نيّة الاستطان شكلت محور اهتمام أوروبي لا بسبب إغلاق الحدود بل أيضا بتعيين تونس شرطيا و حارسا لبوابتها و مع الإبقاء عليهم في بلادنا .. تعمقت الأزمة … فمن المُنتظر تغيير في الهندسة الإجتماعية بسبب التدفق الإفريقي و عجز الحكومات عن إيجاد حلول دوائر الفرض الأوروبي .. و تُعتبر ولاية “صفاقس” نقطة الإنطلاق الرئيسية للمهاجرين و ما يجري اليوم ليس أمرا طبيعيا في ظل الردود العنصرية المدانة … لكنه ما يلفت أنّ مدينتنا تعيش أزمة إقتصادية في ظل كثافة المهاجرين !! فحتى المواد الأساسية .. فُقدت !! و تبقى الحلول ترقيعية. لا جذرية كإدماج المهاجرين في المجتمع .. و هذا مستحيل من الناحية المادية .. الإقتصادية لأن تونس على كفاف في ظل الصعوبات التي تُواجهها !! و هذا ما يعقد الوضعية .. و خاصة مع رفضهم العودة إلى بلدانهم الأصلية !!

ربما الحل:هو التفكير في حلول إقليمية شاملة بمغادرة بلدانهم..و السّعي للوصول إلى أوروبا ….. خلاصة القول يجب مواجهة هذه الأزمة بمقاربة واقعية جذرية تضمن المعاملة الإنسانية و إحترام القانون عوضا من الإرتجال و التخفي وراء ترويج وهم المؤامرة و ترك مدينة “صفاقس”تواجه قدر الخراب فوق ما دفعته من ثمن باهض على الصعيد البيئي و الذي كان سببا في التنكيل المُمنهج بمُتساكينها عقودا من الزمن و تعطيل نسق تطورها إلى مدينة نموذجية !! رغم ما تزخر به من إمكانات و يجدر بنا الإشارة بأن حالة الإنفلات و الفوضى رافقتها خطابات تدعو للتصفية و التطهير العرقي لمهاجري جنوب الصحراء و خطابات عنصرية تُهدد بالإنفصال !!! لذا وجب إنقاذ “تونس”من مخاطر التي تُهدد سلمها و سيادتها. !!و حقوق الإنسان لا تُحقق برفع الشعارات بل طرح تنموي بديل قوامه الطموح و الذكاء و النجاعة و إحترام الحريات المواطنية…