باب الجبلي

باب الجبلي هو ثاني أبواب المدينة العتيقة بصفاقس، يقع وسط السور الشمالي بين باب نهج الباي و الباب الجديد تم تشييده مع بناء أسوار المدينة العتيقة بصفاقس، في منتصف القرن التاسع ميلادي.

تضرر الباب وجزء من السور جرّاء الحرب التي شنّها السلطان أبو فارس عبد العزيز علي أخيه الذي كان والي صفاقس أنذاك و قد قام السلطان أبو فارس بمحاصرة المدينة والقبض على أخيه.
عرف الباب أهم اصلاحاته في أوائل محرم سنة 823 هجري في عهد السلطان أبو فارس عبد العزيز، المعروف أيضا بعبد العزيز الحفصي.

كما تمّ تجديده سنة 1170 هجري في مدّة الأمير محمد بن حسين باي و وقع إعادة بناء الباب في مكانه القديم في عهد الأمير الحسيني حمّودة باشا سنة 1224 هجري.
باب الجبلي هو عبارة عن ظلة بارزة بمقدار 1,5 متر يناهز آرتفاعها 14 متر وعرضها 8,75 متر. يعلو الباب برج مراقبة به شرفات وفتحات مستطيلة الشكل في آتجاه الشمال. يفتح باب الجبلي على سقيفة طولها 10,5 أمتار مغطاة بأربعة أقببة طولية ومسندة بأكتفة جانبية من الحجارة.

يتكون الباب من فتحتين متقابلتين تربط بينهما سقيفة كان بها غرف لمبيت الحراس ويعلوها مباشرة حصن حربي يدعى برج باب الجبلي. تغلق كل فتحة بأبواب خشبية سميكة مصفحة بالحديد، وهي الباب الداخلي ويطل على سوق الصباغين، والباب الخارجي ويطل على أسواق باب الجبلي.
في وسط الباب الداخلي المواجه لسوق الصباغين لوحة رخامية على شكل محراب نقش عليها
بسم الله الرحمان الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد، النصر والتمكين و الفتح المبين، لمولانا الخليفة الإمام أمير المؤمنين أبي فارس عبد العزيز. عمل هذا الباب بمكانه في أوائل محرم فاتح شهور سنة ثلاثة وعشرين و ثمانمئة غفر الله لمن وقف وصرف.

و به رخامة ثانية في وسط القوس الأسفل من الباب الخارجي المواجه لأسواق باب الجبلي نقش بها هذا النصّ:

بسم الله الرحمان الرحيم، وصلى الله على سيدنا محمد:

جدد هذا الباب في طالع سعد، على أكمل اتقان

حصنته بالله من ظالم، وقلت يا رب ارحم الباني

و احلم على الخراط صاحب هذا النظم بالعفو والغفران

لما انتهي استكمال تجديده، ارخته جدد في شعبان

على يد محمد المنيف والتاجر الأمين إبراهيم السلامي سنة 1224هجري.

من أهم معالم باب الجبلي سوق بو شويشة

جامع بوشويشة واحد من أقدم وأهم مساجد المدينة العتيقة بصفاقس.

تسميته
حسب المؤرخ الشهير محمود مقديش، فإن المسجد اتخذ اسمه من اللقب «شاوش» الذي يعني حارس الباب. فهو قريب من مدخل المدينة.

موقعه

صومعة الجامع عبر الأسواق
يقع الجامع في الجزء الشمالي من المدينة العتيقة. وهو محاط بالأسواق في ثلاثة جهات. إذ يفتح شمالا على سوق الحدادين، سوق الطعمة جنوبا وسوق الصباغين شرقا. أما واجهته الغربية فيحدها نهج صغير لا يتجاوز عرضه المتر. ويرجح أن يكون هذا الموقع هو الذي أعطى المبنى مكانته الاقتصادية كمركز مراقبة

تاريخه
يعود إقدم أثر في التاريخ ذكر فيه جامع بوشويشة إلى سنة 1857 في جرد المعالم الدينية بصفاقس الذي قام به طلبة المدرسة الحربية بباردو. بعد ذلك، تم ذكره مرة ثانية خلال ضبط أحباس أبا عباس النوري في دفاتر حساباته.

كما تم ذكر المعلم في تقرير السلطات الفرنسية للمعالم التي تم قصفها سنة 1881. حسب النقيشة في المدخل، فإنه بني على يد البناء محمد القطي الذي اشتهرت عائلته بالبناءات العامة بالقرن العاشر مثل الجامع الكبير (1502-1503) وحمام السلطان (1649) والقصبة (1681).

هندسته

زينة الصومعة
بني جامع بوشويشة على مرحلتين زمنيتين: الأولى بالعهد الزيري كان يتكون فيها من من غرفة صلاة واحدة تصميمها مشابه لبيوت الصلاة بمسجد القصبة ومصلى سيدي سعادة. أما في الثانية، وكان الهدف منها توسعة البناء، فتمت إضافة أخرى إليها تختلف عنها في تصميمها وطريقة بنائها، إضافة إلى مئذنة بالركن الشمال شرقي.

يتخذ المسجد الآن في مجمله شكلا مستطيلا طوله 24 متر وعرضه 7.5 أمتار. وتمثل واجهته نموذجا استوحي منها تصميم واجهة مسجد سيدي بلحسن الكراي سنة 1721 ميلادي.

يوجد بالواجهة الرئيسية نقيشة مستطيلة من حجر الحرش يبلغ ارتفاعها 60 صم وعرضها 30 صم. نص هذه النقيشة المكتوب بالخط المغربي التونسي والمحاط بإطار على شكل محراب مقسم على 12 سطرا وهو:

“بسم الله الر

حمان الرحيم وصلى الله

على سيدنا محمد وعلى اله

صنع هاذا المقام

المبارك

المعلم محمد

القطي الأنصاري غفر

الله له ولوالديه

و لجميع المسلمين وكان الفراغ منه

اواخر صفر عام خمسة وتسعين

و ألف من الهجرة النبوية”