تمنعنا أحكامنا المسبقة من خير كثير كإكتشاف ثقافة أو السفر إلى مكان أو التعرف على أشخاص !! إنها تمنعنا من فهم الآخر و تفهمه .. و من ثَّم تحرمنا من الوعي بالذات و الرُّقي بها في مسالك الفهم و الأنسنة. و التعايش و السّعادة : نادرا ما ينتبه المرء في زحمة. الحياة ..لهذه الأحكام غير مؤسسة. إذ وجودها و شرعيتها في الغالب من سلطة الجماعة و ثقافتها التي تُقدمها.. إليه حقيقة جاهزة. فهل من سبيل إلى تحرر من الأحكام المسبقة؟؟؟
الحكم المسبق ينبني على انطباع أوّلي أو عادة عامة موجودة سلفا ..او تعميم لجهل أو موضوع متوارث. أو إجماع منتشر بين الناس .. !! فكم من أحكام خاطئة نُصدرها في بادئ الرّأي محكومين بخبرتنا البسيطة أو أمزجتنا الخاوية أو حقائق أهلنا جماعتنا ..المنغرسة و الثابتة في أفكارنا المعرفية ..الثقافية. فهل يمكننا التحرر من هذا العائق ؟؟ المتمثل في الأحكام الجاهزة و و المزاجية. و الإنفعالات السّريعة. الحقيقة ليس بمقدور المرء مهما ارتقى في المعرفة العلمية ..أن يثور عن موروث تعايش معه على مرً السنين. فالأحكام المسبقة للأسف هي بمثابة الحاجز بين الإنسان و ذاته المُفكرة. و كل منابعها. . تجعلنا خاضعين. !! لسُلطة البداهة. و التكرار. اللا واعي.
إذن للتخلص. منها وجب إيجاد سبل لدور العقل بإعتباره العلامة المُضيئة و المٌميزة للإنسان عن سائر الكائنات الحيّة .. فالذات المفكرة ترفض سُلطة الآخرين و تجاربهم و لو كانت ناجحة بدون فحص أو تحليل .. أي يجب التحرر من السائد و المؤلوف لكن دون طمس لهويتنا و محو لموروثنا. .. كي لا نعيش الهوّة ببن ماضينا و حاضرنا و مستقبلنا…. فالأحكام المسبقة. تسجن صاحبها في سيل من الظنون السيئة و الإفتراضات السلبية التي تُهيمن علينا فتعزلنا عن الحياة و هذه إمّعية قد تكون و همية. ربما ذات أبعاد طبقية ..مختلفة سياسية …إجتماعية .. إقتصادية .. ..دينية .. و هذا ما يُساهم في تعميق الانقسامات بين الشعوب. إذ باتت كالوباء !!ينتشر كالنار في الهشيم فالحكم على الغير. دون تفكير. يجعلك. ترى بأعيُن الناس لا ببصيرتك. فتكون بذلك قد. جنيت على غيرك دون رحمة أو شفقة. !! و لعل قدر الإنسان. أن يعيش بأحكامه المسبقة ويتعايش معها : يحمل صخرتها نحو الجبل و حتى إذا ما كاد يصل إلى القمة .. تهوى إلى أسفل السّفح. لأنها جزء من نظرتنا للعالم. بل من توابل حياتنا الإجتماعية !!! صحيح أنها معرفة ظنية. ..لكنها. ثقافة جماعيّة : إن صح. ..التعبير خلاصة القول الأحكام المسبقة هي حتميّة شرطية ..طبيعية. إجتماعية… ملزمة صارت أكثر عمقا بمساهمة التواصل الإجتماعي !!!!…