تُعتبر العنصرية مُشكلة فعلية في تونس لا يُمكن حلّها عن طريق إنكارها أو طمسها :بل عن طريق مُعالجتها و نقدها و لا يتم هذا دون الإعتراف برواسبها المجتمعية و تخاذل السُّلطات في التعاطي معها

ورغم أن تونس عززت دستورها بقوانين و تشريعات إلّا أن الهوة بين المستوى القانوني و الإجتماعي و اسعة للغاية و أن الدستور أقرّ بتجريم التمييز العنصري حيث أكّد على المساواة بين جميع المواطنين و المواطنات لكن للأسف الشديد لا نجد لها تجسيدا في الحياة اليومية بل هي مجرد حبر على ورق و لم يقع الإنشغال على هذه التشريعات بشكل عملي ……

فالعنصرية بماهي ظاهرة مركبة ليست نتاج واقع إجتماعي فقط و إنّما ثمرة منظومة سياسية تتجاهلها و تستثمر فيها!!!!!!! فهذه الآفة تعتبر من السلوكيات و الأمراض التي تُمارس في العديد المجتمعات:و التي تقوم على استبداد الناس و التّعامل معهم بشكل غير إنساني فتسلبهم حقوقهم و حرياتهم الدينية …الفكرية…الثقافية.. كالتعصب لدين أو عقيدة أو مذهب …..أو عدم قبول اللّغات الأخرى أو رفض أصحاب البشرة السّوداء : كعدم قبولنا لأفارقة جنوب الصحراء..

أما صراعات السياسة فقد فككت المجتمع .. و لا يمكن التغافل عن سيطرة الطبقة الغنية على الطبقة الكادحة المُضطهدة. !!! بطريقة غير محترمة .. و هذا ما يُعمق التّحيز السلبي بين الأفراد … و هذا ما ينجر عنه عدة أضرار أو مخاطر على الفرد و المجتمع ….

فماهي هذه الآثار السّلبية للتمييز العنصري ؟؟ * يجعل الأشخاص الذين يتعرضون للظلم و التّمييز وحيدين . .منبوذين. .يميلون للعيش بمُفردهم ..معزولين عن المجتمع .. * كما يُنتج عن العنصرية ..الحقد بين من يُمارسها و بين الأشخاص الذين يُطبق عليهم هذا النوع من الإضطهاد العُنصري …* من اخطر الآثار السلبية للتمييز. داخل المجتمع :هو إحتماليّة حدوث النزاعات و الحروب بسبب التعصب كل جماعة أو طائفة لأفكارها أو معتقداتها مما يعمًق التفكيك الإجتماعي و يُولد حالة من الإحتفان و عدم الإستقرار …….

لذا يجب ان نُدين كل أنواع العنصرية لأنها إنتهاكا لحقوق الإنسان وللحريات …أي لكل إنسان الحق في المساواة أمام القانون و عدم تسليط الظلم على أي شخص مختلف دينيا او عرقيا أو حتى فكريا. .. و حماية كل الأفراد من العنف او الأذى النفسي أو الجسدي …*إذن للقضاء على التفرقة بين الأفراد يجب تدخل منظمات المجتمع المدني لتحد من التعصب. . و تُعلم الأطفال قبول الإختلاف و نبذ الكراهية. لأن التمييز العنصري ينبع من احكام مسبقة أفرزتها مفاهيم زائفة على مرً آلاف السنين. لذا ينبغي ،أولا و قبل كل شيء أنا نُعالج الأوهام العقلية التي عمقت هذا الإضطهاد العنصري … و الحقيقة أننا أمة واحدة. نسكن كوكبا واحدا …