فكر مكبل ..حبر قانط. .يبدو كأنه عنوان لحرية التعبير في مجتمعنا المعاصر ..يخطى صانع الرأي بالقمع لمجرد أنه يُبلور نقده ..يُهمش لأنه حاول قطع عزفهم الموحد و يمارس القمع بأسلوب مدمر قائم على الإضطهاد و التعسف ليقيد نا بطقس الآلام و التكميم و الإخماد لآرائنا و أفكارنا. و إن ثارت او تأججت يتم كبحها ثم قمعها !! كما يُوجه لصانع الرأي للأسف بوابل من الهجمات و الشتائم و العنف اللفظي و الاتهامات التي من شأنها أن تمُس من حرمته و تحطم كيانه ووجدانه … فعُزلته و إخراس صوته هما المرغوبان و لحن بُكاؤه يُطرب الحشود !!!…. فلكأن هذا العقاب القاسي و المرير المسلط لمجرد قولنا الحقيقة ..يجعل من طرح سؤال “عن أي حرية تعبير نتحدث؟؟”
هل هي تلك الحرية التي كبلها المجتمع بنواميسه القمعية و الإقصائية ؟؟أليست تلك الحرية التي يتحدث عنها الجميع و يُكرسها الخطاب الإجتماعي أو السياسي؟؟ دون الإكتراث إلى مدى ضمان حسن ممارستها … بالتالي إن رغبة النفوس و إرادة الشعب .. تُؤسس لبدء عملية التدمير الذاتي لمنظومة الحقوق و الحريات من خلال تهميش حرية الاختيار أو التعبير ..تلك الحرية التي لطالما مثلت الحصن الذي يحمي المجتمع من بروز الأنظمة الإستبدادية و الأداة المناسبة التي من شأنها أن تُهدد عرش الجائر ……..!! ضمن هذا السياق فإن التكميم لإرادة الشعب ..ألا تعد عُلوية حرية التعبير في هذه الحالة مجرد معطى مُفرغ و ُمغيب للدلالات و المعاني .. فالإقصاء لحريتنا ينهل من إرادتنا و افكارنا فنساهم بطريقة غير مباشرة في بناء أعرق الديكتاتوريات المستبدة !! و نؤسس لإستمرار يتها و ديمومتها ..أخيرا أضحت الحرية اليوم. ..بمثابة المسمار الذي استقر في نعش المجتمع!!!!….