الإنسان مدني بطبعه :أي كائن إجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده و للبقاء و التطور فهو يحتاج للآخرين لتكوين العلاقات معهم و الإندماج و التواصل و التفاعل لمشاركتهم اللحظات السعيدة و حتى الصعبة..

هذه الحالة الطبيعية الصحية للكائن البشري. لكن إذا قرر الإنسان العيش بمفرده بعيدا عن الآخرين نكون أمام مشكلة “العزلة” و التي تتطلب علاج لما لها من عواقب سلبية على صحتنا النفسية والجسدية !!

العزلة :غياب العلاقات و عدم الإختلاط بالناس ..حالة يفتقد فيها الإنسان الشعور بالإنتماء و يشعر بغربة روحية فيميل للبقاء وحده و تجنب الآخرين ..

هي قرار يتخذه الفرد بإرادته بغض النظر عن أسبابه ..رغم وجود الأشخاص من حوله. فماهي أسباب العزلة ؟ماهي الحلول الممكنة للحد منها ؟ لم تعرف الأسباب الكامنة وراء العزلة بشكل واضح بعد لكن أعتقد أنها تتمثل في احد ما يلي: *أسباب صحية : عقلية او جسدية ..كإصابة بوسواس النظافة اي رفض المصافحة خشية التلوث و إنتقال عدوى او نتيجة تشوه خلقي او إعاقة جسدية تجعلك تخجل من مواجهة الآخر فتختار التخفي و الوحدة. *أسباب تربوية :التربية القائمة على العنف و الخوف تنتج أشخاصا غير أسوياء نفسيا يعانون من الرهاب الإجتماعي ..فينطوي الطفل على نفسه و يرفض الانسجام مع الآخرين و خاصة في سن المراهقة و ما يرافق هذا السن من تغيرات فسيولوجية ..

*الغرور و التكبر :يرى الشخص المغرور نفسه أنه دائما على صواب و الآخرين على خطأ و يجعله هذا الهاجس يتعالى ..فيصبح الإختلاط أمر غير مستحب لديه. خلاصة القول :العزلة هي نتاج ظرف أو صدمة مفاجئة تجعلك تنفصل عن العالم الخارجي فترفض الإنسجام و التواصل مع الغير و نسجن أنفسنا بإرادتنا فنتقيد بكل معاني الإرتباك خوفا من المواجهة أو النقد … سنحاول إقتراح بعض الحلول لمشكلة “العزلة الإجتماعية”من أبرزها: *الإعتراف بأننا نعاني من العزلة لأن للشفاء من اي داء يجب ان نقرر .. العلاج *يجب الإعتدال في إستخدام وسائل التواصل الإجتماعي كي لا نعيش نقصا في الشعور بإنتماء الإجتماعي و نقع فريسة للوهم و الإفتراض و لا حقيقة داخل عالم إفتراضي لا واقعي….. *من أهم خطوات العلاج من الإنطواء هو التدرب على الانفتاح و كسر حواجز الخوف و الخجل و إجبار أنفسنا على التعامل مع الآخرين المختلفين لتحصل الفائدة المعرفية و التوقف تمام عن إختلاق أعذار واهية للتهرب من المجالسات و الدعوات كي لا نلجأ إلى الإدمان بكل انواعه او الإنتحار لا سمح الله….!!

في الختام مهما كان ما حدث لنا في الحياة ..يجب أن لا نقرر الإنعزال لأن بذلك نكون قد دخلنا في متاهة غير متناهية من العلل…….. إذن ثق بنفسك أيها الإنسان لأن أهدافك تستحق العناء و المثابرة لتحقيقها. و الخطأ هو جزء من التعلم. .واجه !!الحياة و الفشل ليس نهاية الطريق و الكمال من صفات الله