على اثر قرار اتخذته حكومة الاستقلال يقضى بتعهد الدولة بالنقل الحضرى وقع تجميع كل الناقلين عبر الحافلات بمدينة صفاقس وهم كعنيش والقلال و الهنتاتى وتم بعث شركة جهوية للنقل على غرار بقية الولايات الاخرى اطلق عليها الشركة الجهوية للنقل بولاية صفاقس سنة 1960 ونصب على راسها السيد محسن القلال واصبحت مواعيد الانطلاق مضبوطة بالوقت بعد ان كانت مرتبطة بامتلاء الحافلة. وتم منع نقل البضايع والاسماك مع المسافرين فهنالك صندوق خلفى مخصص لذلك
وقع نقلة مكان وقوف الحافلات الذى كان يتواجد حذو جدار سوق قريعة قرب مركز الشرطة وتم تهياة ساحة بودوارة واصبحت محطة الحافلات منظمة بشكل بديع وتوجد وسطها ساعة مثبته على عمود مرتفع وكانت هذه الساعة مكانا للالتقاء بين الشبان (فتيان وفتيات )عندما ينزلون من الحافلات للتردد على فضاءات المدينة سواء للتجول او للتبضع
كانت حافلة سيدى منصور هى الاولى من جهة باب الجبلى تليها حافلة السبعى وهكذا دواليك وكان الباعة المتجولون يصعدون للحافلات الواقفه لبيع منتوجاتهم فهى متنوعة. من سكاكين وغرابل و ابر وكاسات استحمام وشدادات شعر وحتى مياه فى الدرجية وقازوز وعصير والشاى والنعناع وكان الباعة لهم صيحات خاصة بهم كثيرا ما كانت تطربنا فنرددها فى بعض الاحيان على سبيل التندر حتى بعيدا عن اجواء الحافلات
كانت هنالك بعض الخطوط لا تتوقف حافلاتها بهذه المحطة وهى حافلات طريق خنافس التى استبدلت تسميتها بطريق سكرة وحافلة طريق عقارب التى استبدلت تسميتها بطريق المطار وكانتا تتوقفان قرب باب القصبة يضاف لذلك حافلة خط حشاد التى تصل بين باب البحر وما بعد مركز بوعصيدة بطريق تونس فتصل للبلايك قرب مركز كعنيش بطريق المهدية وتقف قرب قصر البلدية مع. حافلة الشاطىء فى فصل الصيف وحافلة البستان قرب البنك الوطنى الفلاحى
انها فترة مليئة بالذكريات والحنين