اقتصار المدينة العتيقة على بابين فقط منذ تأسيسها بخلاف المدن العربية والإسلامية كانت من الأسباب التي ساعدت السور الاحتفاظ بهندسته الأصلية .وزيادة الأبواب لم تحدث بالسور الا تغييرا طفيفا اذ بقي قائما محتفظا بجميع اجزائه رغم فقدانه لدوره الدفاعي.
ومما ساعد السور على بقائه محتفظا بخصوصياته سياسة الاستعماري الفرنسي التي رغبت في إبقاء المدينة العتيقة بصفاقس وحدة اجتماعية، لتمييز باب بحر الجديد عنها أو لإبراز المدينة الأوروبية عن المدينة التاريخية حيث نجد الإدارة والبنوك والمسرح والمغازات والمقاهي والمساكن الحديثة والأنيقة
ثم إن السلطات الفرنسية كانت مضطرة لاحترام تعلق الصفاقسيين بسور مدينتهم واعتنائهم به باستعمال مداخيل مختلف العقارات المحبّسة لفائدته ، طبقا للتقاليد الموروثة.
ولهذه الأسباب وربما أيضا لتدخل بعض المستشرقين من الذين رأوا فيه أثرا معماريا فريدا وقع الحفاظ على السور واللافت للانتباه أن السلطات الفرنسية قامت ومنذ وقت مبكر بترتيب قائمة من المواقع والمعالم بالمدينة العتيقة تعود إلى الحقبة العربية الإسلامية ومنها السور فقد رتب السور مع الجامع الكبير في 13 مارس 1912 وأعيد ترتيب السور في 15 مارس 1934 .