في الثلاثينات والثمانينات من القرن العشرين ظهرت عدة صحف ومجلات بمدينة صفاقس . تبيّن ان فترتي الثلاثينات والثمانينات تعتبر العصر الذهبي للصحافة بالجهة كما يذكر الأستاذ كمال الحكيم في شهادته للدراسات المعمقة حول الجمعيات بجهة صفاقس ومساهمتها في الحركة الوطنية من النشأة إلى الاستقلال. حيث برزت للوجود سبع دوريات بين صحف ومجلات هي:

مجلة ميدان الشباب لمصطفى مهذّب الجد شهرية صدر منها عدد واحد سنة 1935

جريدة صدى الأمة،  أسبوعية للطاهر محفوظ عاشت ما بين 1936 و1937 وصدر منها 19 عددا

مجلة مكارم الأخلاق صدر منها 17 عددا ما بين 1936 و1937 لصاحبها حامد قدور وهو من مواليد صفاقس سنة 1918 أسس مكتبة بالمدينة العتيقة وانقطع لتجارة الكتب وكانت مكتبته ناديا أدبيا وملتقى لمثقفي الجهة وكتابها.

الانشراح أسبوعية أسسها محمد محمود اللوز وظهر ت منها 3 أعداد سنة 1937

الأنيس أسبوعية استمرت من 1937 إلى 1955 وصدر منها 296 عددا ومؤسسها هو محمد أحمد شبشوب

الكشكول لحسن بن علي العيادي وهي جريدة أسبوعية لم يصدر منها إلا 7 أعداد سنة 1937

مجلة صلاح المجتمع لمحمود المهيري شهرية صدرت منها 4 أعداد سنة 1938 .

والملفت للانتباه والطريف في الآن ذاته بحسب الأستاذ كمال الحكيم هو أن معظم مؤسسي الصحف والمجلات بصفاقس كانوا من بين المساهمين في تأسيس مما يؤكد هذه العلاقة المتلازمة بين الصحافة والحركة الجمعياتية بالجهة.

وهوما حصل مع الأستاذ علي البقلوطي أصيل صفاقس الذي نشأ في المدينة العتيقة وعشقها ورفض مغادرتها ليقاسم  أهاليها أفراحهم ومتاعبهم

 لقد شارك عميد الصحفيين في صفاقس السيد علي البقلوطي في الحركة الوطنية والتحم بشباب صفاقس في مقاومة المستعمر

مسيرة مهنية تعليمية متميزة

شغوف بالمطالعة والرسم والخط منذ نعومة أظافره . كلفه معلمه بأمانة مكتبة مدرسة روضة الشباب بباب القصبة اين ولد ونشأ
واجتاز امتحان ختم الدروس منذ السنة الخامسة قبل أن يستوفي سنتين من التعليم الابتدائي

تتلمذ خلال فترة دراسته الثانوية لدى الأستاذ الطاهر شريعة مؤسس نوادي السينما في تونس واحد عمالقة رجال الثقافة في القارة الافريقية واقتراح عليه اجتياز امتحان ” السرتفيكا ” الذي يخول الالتحاق بسلك التعليم وقد تحقق ذلك وأصبح معلما في سن السابعة عشر ليكون أصغر معلم في تونس

تجربة اعلامية منذ الصغر

كانت خطواته الأولى في المجال الاعلامي منذ الصغر من خلال تجربته مع مجلة سندباد المصرية التي انطلقت منذ خمسينات القرن الماضي فساهم في تكوين جمعيات وتنظيم أنشطة ثقافية بطلب من المجلة المذكورة حيث وقع تأسيس ندوة الخضراء في صفاقس التي خولت له مراسلة عديد الأصدقاء في عموم الوطن العربي واصدر مجلة شهرية تكتب بمادة ” الطفل ” خصصت لابراز مختلف الانشطة الثقافية والاجتماعية والسياسية

مسيرة اعلامية محترفة

اشراف عميد الصحفيين بصفاقس الأستاذ علي البقلوطي على مكتب جريدتي العمل وL’action بعد أن عوض زميله محمد بكور منذ بداية الستينات فساهم على مدى اثنى عشر سنة في التغطية الاعلامية للحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية بصفاقس

وجد دعما هاما لدى رئيس بلدية صفاقس في ذلك الوقت السيد التيجاني مقني ليبعث مجلة la gazette du sud سنة 1975 باقتراح من الخبيرة في المجال الاقتصادي السيدة رياض الزغل واصدار مجلة شمس الجنوب بعد خمس سنوات

في الختام نورد ما قاله المدير الجهوي للثقافة الأسبق حين أكد أن ” الصحف الجهوية تسمى عادة بأسماء أصحابها غير أن شمس الجنوب نسبها باعثها لصفاقس حيث أهداها علي البقلوطي للجهة كصرح اعلامي هام فتح أبوابه لاستقطاب وتكوين الصحفيين والكتاب وقد أصبح عدد كبير منهم من أشهر الإعلاميين على غرار التوفيق الحبيب ومحمد المنجة وشفيق غربال ومحمد السلامي والتوفيق اللومي