الزعتر (بالإنجليزية: Thyme or Garden Thyme)، أو ما يسمى أيضاً بالزعتر الشائع (بالإنجليزية: Thymus Vulgaris)، هو نبات بري شائع ذو رائحة مميزة يستخدم كنوع من الزهورات أو التوابل يتبع فصيلة النباتات الشفونية (بالإنجليزية: Labiatae) ويسمى بالعامية سعتر أو صعتر كما ورد في الطب العربي، ويعتبر من أقوى المطهرات ومضادات البكتيريا الطبيعية.

يعتبر الزعتر من النباتات المعمرة كثيرة التفرع ويغطى بالأوبار، يتراوح ارتفاعه بين 30 – 80 سم، أوراقه متقابلة بيضوية تقريباً مغطاة بزغب أبيض، تظهر الأزهار من قمم النبات على صورة مجموعة غزيرة، وهي أزهار صغيرة شفوية بلون أرجواني أو أحمر تظهر في أشهر الربيع والصيف، وينمو هذا النبات عادة في الأماكن الصخرية والجبلية، وجوانب الطرقات وحول حقول الحبوب.

أصل نبات الزعتر


عرف الزعتر في أوروبا، خلال القرون الوسطى، حيث كان يعتبر من النباتات المفيدة وقد زرع في حدائق الأعشاب الخاصة بالرهبان، وكان يستخدم حينها خارجياً لعلاج الآلام، كما توسع استخدامه خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر لتشمل تقوية المعدة والرأس وإزالة القروح المعدية والسعال والسل، وطرد السموم، وعلاج العضات السامة، وكدواء مدر للطمث والبول.

كما استخدم الزعتر عند الأطباء العرب قديماً لعلاج مجموعة واسعة من الأمراض، مثل علاج المغص، وللتخلص من التخم بعد الوجبات الثقيلة وإخراج الديدان وزيادة الشهية، وعلاج اليرقان وبعض الأمراض الجلدية، واستخدم موضعياً مع العسل لتخفيف آلام النساء، والمفاصل، وأوجاع الوركين والظهر.

مكونات الزعتر


يحتوي الزعتر على العديد من المركبات والمكونات التي تجعله من النباتات متعددة الفوائد والأهمية، مثل:

زيت أساسي بنسبة 0.5% يضم الثيمول (بالإنجليزية: Thymol) حتى 15% وهي مركبات فينولية عديمة اللون تعطي الرائحة المميزة للزعتر.
الأوريغانين (بالإنجليزية: Origanene) والكارفاكرول (بالإنجليزية: Carvacrol).
المعادن، كالكالسيوم والحديد والمنجنيز.
الفيتامينات، كفيتامين أ وفيتامين ب6 وفيتامين سي.


فوائد الزعتر


تتعدد فوائد الزعتر بجميع أشكاله، الزعتر الأخضر والزعتر المجفف وزيت الزعتر، ومنها:

فوائد الزعتر البري للجهاز التنفسي
يستخدم الزعتر في الطب الشعبي للسيطرة على أعراض العديد من أمراض الجهاز التنفسي عن طريق إعداد شاي الزعتر من خلال نقع أوراقه في الماء الدافئ ثم شربها وإضافة العسل للحصول على فائدة أكبر، مثل:

التهاب القصبات.
الربو.
نزلات البرد.
احتقان الأنف.
الانفلونزا.
الجيوب الأنفية والحساسية الموسمية.
اقرأ أيضاً: التهاب الجيوب الأنفية وأسبابه الفيروسية

حيث يعمل الزعتر كمقشع للبلغم، فهو يزيل البلغم والمخاط من المسالك التنفسية، ويخفف من الالتهاب للمساعدة على التنفس، فالزعتر علاج طبيعي أثبتت فعاليته لالتهاب القصبات الهوائية، ويستخدم خليط يتألف من جزء واحد من أوراق الزعتر وجزء واحد من أوراق البيلسان وجزأين من زهر البيلسان على صورة منقوع (ملعقة كبيرة / كأس من الماء المغلي) ويشرب منه كأس واحد مرتين يومياً لعلاج السعال والتهاب القصبات الحاد والنزلات الصدرية.

فوائد الزعتر للقولون والمعدة
يتميز الزعتر بخواصه المضادة للتشنج، الطاردة للغازات، حيث يشجع شاي الزعتر على تحسين الهضم عند استخدام أوراقه كنوع من التوابل ،مما يقلل الغازات والانتفاخات ويحسن عسر الهضم، وتساعد الزيوت الطيارة في الزعتر أيضاً على التخفيف التشنج المعوي واعتلالات القولون.

كما يستخدم منقوع الزعتر الساخن والذي يحضر بنسبة ملعقة صغيرة من النبات المجفف/كأس من الماء المغلي، ويؤخذ منه كأس واحد ثلاث مرات يومياً كعلاج مضاد للالتهاب، في حالات التهابات المعدة والأمعاء فيفيد في علاج القرحات الهضمية.

فوائد شاي الزعتر للدورة الشهرية
يستخدم الزعتر لتنظيم الدورة الشهرية وتحفيز تفريغ الطمث لدى النساء، حيث يعتبر علاج جيد ومثالي للنساء اللواتي يعانين من تقلصات الدورة الشهرية، ويستخدم عن طريق نقع الزعتر بالماء المغلي وتناول كوبين يومياً للتخلص من تشنجات العضلات خاصة تشنجات الحيض عند النساء والتخفيف من أعراض متلازمة قبل الطمث.

فوائد الزعتر لمقاومة الأمراض والعدوى
يعتبر الثيمول العنصر الأكثر نشاطاً الموجود في الزعتر، ويتميز بخواص مضادة للفطريات والبكتيريا، حيث له القدرة على منع الالتهابات الفطرية والفيروسية ومحاربة أنواع مختلفة من البكتيريا، فبالتالي يعمل على رفع وتقوية جهاز المناعة، كما أن الزعتر غني بفيتامين سي، الذي يعمل على تحفيز إنتاج خلايا الدم البيضاء، والتي تعتبر خط الدفاع الأول في جهاز المناعة في الجسم.

كما يحتوي الزعتر على عدة عناصر مضادة للالتهابات، فيمكن اعتباره فعال في الوقاية من الالتهابات المزمنة في الجسم، وتستخدم المضمضة بمنقوع الزعتر للتخفيف من التهابات اللثة والألم الناتج عنه. ويحتوي الزعتر على تراكيز عالية من مضادات الأكسدة في الأعشاب، حيث تساهم مضادات الأكسدة الفينولية الموجودة في الزعتر على تعزيز وتقوية الجهاز المناعي والحفاظ صحة أعضاء وخلايا الجسم منها الجلد، العيون، القلب.

فوائد الزعتر للدورة الدموية والقلب
تعمل المعادن الموجودة في الزعتر مثل البوتاسيوم والمنغنيز على حماية القلب؛ إذ أن البوتاسيوم موسع للأوعية الدموية، مما يعمل على تقليل الضغط على نظام القلب والأوعية الدموية فيؤدي إلى استرخاء الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم، وأيضاً يعتبر منشطًا رائعًا لتحسين صحة القلب لأنه يمكن قلبك من العمل بكفاءة أكبر وتنظيم معدل ضربات القلب

يعمل الزعتر أيضاً على الوقاية من فقر الدم والسبب في ذلك التركيز العالي للحديد والمعادن الأساسية الأخرى فيه، حيث يحتوي 100 جرام من الزعتر على 17.45 مجم من الحديد، أي ما يقارب 20٪ من القيمة اليومية الموصى بها للحديد، وذلك يعمل على تحفيز إنتاج الخلايا الحمراء، وبالتالي تعزيز الدورة الدموية وتبادل ونقل الأوكسجين إلى أجهزة الجسم الأساسية.

فوائد الزعتر البري للعين
يحتوي الزعتر على فيتامين أ بنسبة عالية وهو أحد الفيتامينات الذائبة في الدهون، بالإضافة الى مركب بيتا كاروتين مضاد الأكسدة ، ويساعد وجود كلاهما على تعزيز الرؤية وتقليل أمراض العيون.

فوائد الزعتر للعظام
يعتبر الزعتر مصدراً غنياً بالبوتاسيوم والمعادن المختلفة مثل الحديد والكالسيوم والمنجنيز، وتلعب هذه المعادن دورًا مهمًا في صحة العظام، وتشجع على نمو العظام، بالإضافة إلى تقوية العظام والتقليل من الإصابة بأمراض العظام المختلفة. وتفيد حمامات الزعتر في التخفيف من آلام المفاصل وتقوية الجسم، وإزالة التعب.

فوائد الزعتر للإرهاق والقلق
يفيد فيتامين ب6 الموجود في الزعتر في التخلص من الإرهاق والتوتر، الذي له تأثير قوي على بعض الناقلات العصبية في الدماغ المرتبطة مباشرة بهرمونات التوتر والقلق. لذلك الزعتر له تأثير مهدئ ممتاز ويمكن أن يخفف من مزاجك السيء ويقلل من الإرهاق والقلق.

فوائد الزعتر للبشرة
يتميز الزعتر بدوره الهام في العناية بالبشرة ويمكن أن يكون علاجًا طبيعيًا وفعالًا للعديد من أمراض البشرة المختلفة، نذكر منها:

فوائد الزعتر لعلاج حب الشباب
يؤثر حب الشباب على الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم، وهناك العديد من أسباب حب الشباب، والسبب الشائع هو انسداد مسام الجلد عن طريق الشوائب، وأيضَا الإفراز الزائد من الغدد الدهنية يساهم أيضا في زيادة انتشار حب الشباب.

يمتلك الزعتر خصائص مضادة للبكتيريا والالتهابات ومضاد للأكسدة، وبالتالي فهو فعال في مكافحة البكتيريا التي تسبب حب الشباب، ومفيد للبشرة الدهنية والبشرة الحساسة لذلك يتم دمج الزعتر كمكون أساسي في كريمات حب الشباب وغسول الوجه.

فوائد الزعتر لعلاج القدم الرياضي
تساعد الخصائص المضادة للفطريات من الزعتر لعلاج قدم الرياضي.

فوائد الزعتر لعلاج تصبغات البشرة
تناول الزعتر بشكل منتظم ومعتدل مفيد جدًا لجعل لون بشرتك أفضل، وذلك لاحتوائه على مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن المهمة لنضارة البشرة وتفتيحها والمحافظة على شباب البشرة.

الزعتر لزيادة إنتاج الكولاجين
يعتبر الكولاجين من الأحماض الأمينية الهامة لنضارة البشرة وتجديد الخلايا والحفاظ على مرونة وشد بشرتك، وبالتالي يؤخر ظهور التجاعيد والخطوط الدقيقة وغيرها من علامات الشيخوخة، يرجع ذلك إلى وجود فيتامين سي في الزعتر فهو مضاد للأكسدة ويزيد من إنتاج الكولاجين، وبالتالي يحافظ على صحة بشرتك.

الزعتر للوقاية من أشعة الشمس الضارة
يساعد الزعتر على الحماية من التأثير الضار لأشعة الشمس فوق البنفسجية، كما يقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد، كما قد يفيد الزعتر في علاج بعض الأمراض الجلدية التي يهيجها التعرض للشمس مثل الأكزيما.

فوائد الزعتر للشعر
الزعتر يحفز نمو الشعر ويعالج تساقط الشعر
يحسن الزعتر الدورة الدموية في فروة الرأس ويضمن لبصيلات الشعر لدينا حصولها على التغذية المناسبة، مما يضمن بقاء البصيلات قوية وصحية، فتشجع نمو الشعر الجديد ويحافظ على لمعانه، كما تشير بعض المصادر إلى فائدة منقوع النبات كغسول في تقوية الشعر وبعد تخفيفه كغسول للوجه لزيادة نضارته مع أعشاب أخرى كزهرة البيلسان.

الزعتر لعلاج قشرة فروة الرأس
نظرًا لخصائصه المضادة للبكتيريا فيه، يعتبر الزعتر فعال في علاج قشرة فروة الرأس، وغالبًا ما يستخدم الزعتر كأحد مكونات الشامبو والبلسم وعلاجات فروة الرأس. لكن، يجب الانتباه أنّه يوجد أنواع مختلفة من الزعتر، النوعان الرئيسيان هما:

الزعتر الأحمر.
الزعتر الأبيض.
من المستحسن استخدام الزعتر الأبيض في خلطات الشعر.

فوائد الزعتر للجنس
يساعد وجود عنصر الكروم في الزعتر على زيادة عدد الحيوانات المنوية عند الرجال، بالإضافة إلى قدرته على زيادة الرغبة الجنسية عند كلا الطرفين، ويعقد بقدرة وجود باقي العناصر الغذائية في الزعتر على زيادة مستويات الهرمونات المسؤولة عن الرغبة الجنسية.

فوائد الزعتر للأطفال
يستخدم الزعتر للأطفال بشكل أساسي لتخفيف أعراض عسر الهضم وأعراض الجهاز الهضمي، كما يساعد استخدام مزيج مكون من زيت الزعتر والزيوت الأخرى مثل زيت زهرة الربيع المسائية وزيت السمك في المساعدة على تحسين أعراض ضعف الحركة عند الأطفال الذين يعانون من مرض خلل الأداء.

فوائد زيت الزعتر
يتميز زيت الزعتر بالعديد من الفوائد، ومنها:

مضاد للبكتيريا، بسبب وجود مركب الثيمول المضاد للبكتيريا.
طارد للحشرات، وجدت أحدى الدراسات أن دهن كمية بسيطة من زيت الزعتر قادر على طرد الحشرات لمدة تتراوح بين ساعة و3 ساعات.
مضاد للفطريات، حيث يعتبر زيت الزعتر مضاد جيد للفطريات وخاصة فطريات المبيضة البيضاء (بالإنجليزية: Candida Albicans).
التخفيف من أعراض الأكزيما، مثل الحكة.
التخفيف من السعال، بسبب احتوائه على الثايمول المضاد للتشنج والسعال.
الصلع وتساقط الشعر، حيث وجدت دراسة أن 44% من المرضى الذين تم استخدام زيت الزعتر لعلاج الصلع بشكل موضعي لاحظوا تحسن في نمو الشعر.


اضرار الزعتر المحتملة


من الأضرار المحتملة للزعتر واستخدامه بشكل مفرط، ما يلي:

قد يسبب الإفراط في تناول مستخلصات الزعتر البري تهيج للأجهزة الداخلية ويسبب حموضة المعدة مع إحساس بالغثيان والتقيؤ مع حرقة بول وإسهال.
يجب استخدام الزعتر بشكل محدود خلال فترة الحمل وخاصة في الأشهر الثلاث الأولى من الحمل، حيث أنه يمكن أن يؤثر سلبًا ويسبب الاجهاض ويزيد الخطر بزيادة الكمية التي يتم تناولها، ويجب استشارة الطبيب قبل تناول الزعتر بشكل منتظم خلال فترة الحمل.
يجب عدم استخدام زيت الزعتر بشكل موضعي على جلد الأطفال الذين يعانون من الأكزيما لاحتمالية حدوث تحسس عندهم.
ما هو الفرق بين الأوريجانو والزعتر؟
قد يتساءل البعض عما إذا كان الأوريغانو هو الزعتر أم لا، ومن هنا يجدر االذكر أن الزعتر والأريجانو يعدان من نفس العائلة إلا أنهما نبتتين مختلفتين، وفي حين أن هناك بعض أوجه التشابه بين النبتين، إلا أنه هناك أيضاً بعض الاختلافات بينهما، ومن هذه الاختلافات ما يلي:

يحتوي الزعتر على الفيتامين أ والفيتامين سي، في حين أن الأوريغانو يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم، والحديد، والكالسيوم.
يشيع تناول الزعتر عن طريق الفم لعلاج التهاب الشعب الهوائية، والسعال الديكي، والتهاب الحلق، والمغص، والتهاب المفاصل، واضطراب المعدة، وآلام المعدة (التهاب المعدة)، والإسهال، والتبول اللاإرادي، والغازات المعوية (انتفاخ البطن)، والتهابات الدودة الطفيلية، واضطرابات الجلد، ويستخدم كمدر طبيعي للبول، وكمنشط للشهية.
أما بالنسبة للأوريغانو، فهو يستخدم لاضطرابات الجهاز التنفسي، مثل السعال، والربو، والخناق، والتهاب الشعب الهوائية. كما يستخدم أيضاً لاضطرابات الجهاز الهضمي، مثل الحموضة المعوية والانتفاخ، ويمكن أن يساعد في علاج تقلصات الدورة الشهرية، والتهاب المفاصل الروماتويدي، والتهابات المسالك البولية، والصداع، وأمراض القلب.
أما بالنسبة لأوجه التشابه فقد تشمل:

أن كلاهما يحتويان على الثيمول والكارفاكرول.
كلاهما ثبت أنهما يثبطان من نمو البكتيريا ويمكن استخدامهما كمضاد للفطريات.
أيضاً كلاهما لهما خصائص قوية مضادة للأكسدة.
يمكن للفرد التمييز ما بين الزعتر والأوريغانو، من خلال المظهر الخارجي. فالزعتر له إما جذع أخضر أو ساق مع ذات لون محمر بشكل قليل، وتكون أوراقه خضراء صغيرة مستديرة، لكن العديد منها لها أطراف مدببة صغيرة والتي تنمو في مجموعات صغيرة منتشرة بين السيقان. أما بالنسبة للأوريغانو فهو كثيف الأوراق، وتكون أوراقه كبيرة ومسطحة وبيضاوية، وقد تكون أحياناً مجعدة بعض الشيء.