التقويم الفلاحي أو العجمي والأمازيغي هو تقويم معتمد في دول شمال أفريقيا من أجل تنظيم الأعمال الموسمية وذلك لارتباط الفلاحة بالمناخ
عمل الأهالي وخاصة الفلاحين الذين يمثلون أكبر شريحة في المجتمع على دراسة تغيراته ووضعوا جدولا لذلك على مدار السنة وانتهوا إلى إيجاد تقويم كامل وسموا فترات تعرف بالليالي البيض، الليالي السود، العزارةوغيرها
ونعيش هذه الأيام فترة الليالي السود التي تمتد على مدى 20 يوما ,بدأت يوم 14 جانفي و تنتهي في 2 فيفري وتم وصفها ي”السود” لأنها تتميز بكثرة السحب مما يجعل الطقس دافئا أثناء الليل باعتبار ما توفره من غطاء للأرض. وهذه خاصيات كل فترة من التقويم الفلاحي
الليالي البيض، تمتد على 19 يوما وتبدأ من 25 ديسمبر وتنتهي في 13جانفي وسميت بالليالي البيض لأنها قليلة الغيوم والسحب ومن أهم خصائصها المناخية أن البرودة تكون فيها شديدة في الليل مع نزول الصقيع و«الندوة» بينما هي دافئة نسبيا في النهار.
«العزارة» تبدأ في 3 فيفري وتنتهي في 13 من نفس الشهر أي تدوم حوالي 10 أيام وأصل كلمة العزارة هي «العزري» بالمفهوم العامي المطلق اي الاعزب فالشاب غير المتزوج يسمونه «العزري» وتكون حالة الطقس في هذه الفترة متقلبة
«قرّة العنز» تبدأ هذه الفترة من 14 فيفري وتنتهي في 19 من نفس الشهر وأصل الكلمة، «الڤيرّة» La guerre بالفرنسية أي الحرب ,يخسرخلالها الفلاحون الكثير من الماشية وخاصة الماعز لعدم قدرته على التكيف مع العوامل المناخية
نزول جمرة الهواء وهي فترة تبدأ من 20 فيفري وتنتهي في 26 من نفس الشهر حيث يتلاشى فيها تدريجيا الهواء البارد ويصبح دافئا نوعا ما
نزول جمرة الماء وتدوم هذه الفترة يوما واحدا في 27 فيفري من كل عام ومن مميزات هذا اليوم أن ماء البحر والأودية يصبح دافئا وتزول منه البرودة تماما
نزول جمرة التراب، تأتي هذه الفترة مباشرة بعد دخول فصل الربيع حيث تدفأ الأرض بصفة تدريجية وهي فترة تبدأ في 6 مارس وتدوم اربعة أيام.
«الحسوم» من 10 مارس الى 17 من نفس الشهر، وهذه الفترة تتميز بكثرة هبوب الرياح وهي الفترة التي تتلاقح فيها الاشجار ومختلف النباتات.
الإقبال على غراسة الأشجار
بين التقني في المجال الفلاحي بصفاقس محمد نجاح ان الفلاحين يغرسون في مثل هذه الأيام وبدخول الليالي السود “العود الاحمر” كاللوز والخوخ والتفاح والتزود ببذور “البطيخ” و”الدلاع” لغراستها في ” البيوت المكيفة ” حتى يتم جني ثمارها بصفة مبكرة وبيعها بأسعار مرتفعة بوصفها ” فال ” اضافة الى غراسة مشاتل أشجار الزيتون موصيا بحسن اختيار هذه المشاتل والحرص على اقتنائها مغروسة في أُصُص بلاستيكية تحمي الجذور وتحافض على مكوناتها
بالنسبة للخضر مثل ” السلق والمعدنوس ” التي عادة ما تزرع قبل هذه الفترة بين محدثنا ان امكانية نزول الأمطار في هذه الفترة من العام بعد فصل خريف جاف وذي حرارة مرتفعة سيشجع الفلاح على زرعها بوجود أنواع من البذور القادرة على النمو في كل فصول السنة خاصة وأن مثل هذه الخضر مطلوبة خلال شهر رمضان الذي سيحل في شهر مارس القادم
وأكد المهندس الفلاحي الحبيب الفخفاخ ان عددا من المواطنين في صفاقس يقبلون هذه الايام على شراء اشجار البرتقال والبوصاع لغراستها في الحدائق المنزلية رغم أن الفترة الحالية ليست المثلىة لذلك وبين أنه من الأحسن تأخير هذا النشاط الى بداية فصل الربيع