اضافة الى بروزه كمناضل سياسي ,قاوم المستعمر فاعتقل وسجن بسبب نشاطه ضمن الحركة الوطنية وسطوع نجمه ضمن الحركة الكشفية عرف صاحب مشروع تاسيس اذاعة صفاقس الفقيد عبد العزيز عشيش في البداية بقلمه الغزير في مجال الصحافة المكتوبة كمراسل لجريدة الصباح وكان من أبرز أقلامها وأعضاء اسرة تحريرها كما اشتعل ضمن هيئة جريدة العمل و الاذاعة التونسية و تولى مهمة كاتب مدير الاذاعة وقام بعمل جبار صلب هذه المؤسسة الاعلامية التونسية الفتية
تبين للفقيد بعد سنوات من العمل وجود أجهزة غير مستغلة في مقر مؤسسة الاذاعة فاقترح استغلالها في صفاقس ببعث اذاعة جهوية ووافقت وزارة الإشراف على اقتراحه وكان الحدث بقدر الجهد الذي بذله صاحبه وأصبحت اذاعة صفاقس فضاء اعلاميا متميزا ضم كل الكفاءات والمثقفين والمبدعين والموسيقيين ببعث فرقة خاصة بهذه المؤسسة الاعلامية الفتية
كما كان تركيز محطة سيدي منصور لتقوية بث الاذاعة الوطنية التي تعرضت الى التشويش من قبل السلطات الاستعمارية في الجزائر بعد أن ضاقت ذرعا بما كان يبث في الاذاعة من برامج داعمة للثورة الجزائرية بما أثر على نوعية البث في الجنوب التونسي عاملا أساسيا ليطلب الفقيد عبد العزيز عشيش الذي أشرف على العمل في المحطة ببعث اذاعة جهوية في عاصمة الجنوب ووجد الآذان الصاغية من قبل المدير العام للاذاعة الأستاذ الشاذلي القليبي وكان له ما اراد وتم تركيز جهاز بث بطريق تونس وربطه بمحطة الارسال بسيدي منصور
لقد آمن الفقيد عبد العزيز عشيش بقدرات صفاقس الإبداعية فجمع كفاءاتها الأدبية والفكرية والفنية التي ساهمت بقسط كبير في نجاح أول اذاعة جهوية التونسية بعيد الاستقلال وفي تحقيق اشعاع الجهة والجنوب التونسي في جميع المجالات ومن بينها الثقافة والفنون بجميع فروعها خاصة وان الفقيد وجماعته يعدون من القامات الثقافية في الجهة
واولى الاستاذ عبد العزيز عشيش الجانب الموسيقي ما يستحقه من عناية وشرع في بعث فرقة خاصة بالإذاعة قبل انطلاقها فكان الانجاز بفدر عزمه وعزم عناصرها المبدعة على غرار الموسيقار علي الحشيشة والشيخ محمد بودية والأساتذة محمد علولو ومحمد ادريس وعلي شلغم و محمد خماخم والتوفيق التريكي ووالموسيقار الكبير الجامع لكل أنواع الفنون محمد الجموسي وأحمد حمزه وقاسم كافي وعديد الأصوات النسائية كالمرحومة سارة ،ووصفوة ،والأصوات الرجالية من أمثال محمد العش وحمادي العايدي ومحمد بن عمر وأنور السميري ومحمد الهادي وقاسم كافي ومبروك التريكي وغيرهم كثير
الكاتب