كان لخروج المسلمين من أسبانيا منذ عام 1609، ليتواصل الى ما بعدعام 1614، واستقرارهم في عدة بلدان مغاربية ومنها تونس الأثر الإيجابي من النواحي سياسية والاقتصادية والثقافية

استقبلت تونس إذا أعدادا كبيرة من الفارين والمطرودين من الأندلس (الموريسكيين)، بلغت حسب بعض المصادر التاريخية ما يناهز 100 ألف موريسكي. وكان الأثر الموريسكي في البلاد المنهوكة اقتصاديا مهما في عدة مجالات رغم اختيار العائلات الموريسكية في أول عهدهم التقوقع والانكماش على الذات،

لقد اختار الموريسكيون في البداية الاستقرار في شمال البلاد، ولم بلجوا عميقا في دواخلها،الا بعد مدة طويلة لاعتبارات تعود بالأساس لتشابه المناخ والطبيعة بين الأندلس وتلك المنطقة من التراب التونسي فضلا عن قربها من منطقة الحكم المركزي في عهد عثمان داي الذي تعاطف معهم وأراد الاستفادة من خبرتهم فأعفى السفن التي تجلبهم من الرسوم، واستثناهم من دفع الضرائب والمكوس ووفر لهم الحماية

وبعد مدة أسس الموريسكيون مدنا وقرى عديدةعلى غرار قلعة الأندلس وقرمبالية ورأس الجبل وسليمان ورفراف وغار الملح والعالية ونيانو و تستور وسكنوا في مدن عديد قرب السواحل التونسية كسوسة والمهدية وصفاقس وقابس

وشارك الموريسكيون في الحياة الاقتصادية وخاصة المجال الحرفي كصناعة الشاشية الشبيهة بالطاقية الطليطلية فضلا عن صناعة الخزف والجليز والقرمود وطوروا تقنيات البناء والري وحفروا الآبار كما ازدهر معهم ما يعرف بالموشحات الأندلسية أو المالوف وكان لهذا النمط الموسيقى رواد كثر عملوا على تجذيره وتطويره ونشره على غرارحمد الوافي و الشيخ خميس الترنان المنحدرين من عائلتين موريسكية أندلسية