يقول الرحالة أبو القاسم محمد بن حوقل ( 367 هـ/ 977 م) في كتابه صورة الأرض ” مدينة صفاقس مدينة جلّ غلاّتها الزيتون والزيت ، وبها منه ما ليس بغيرها مثله، وكان سعره عندهم فيما سلف من الزمان بحال، غيرته الفتن في وقتنا هذا. وزيت مصر في وقتنا هذا من ناحيتها ويجلب لقلّته بالشام.
وهي ناحية على نحر البحر، ولها مرسى ميّت الماء أي قصير، وعليها سور من حجارة وأبواب حديد منيعة، وفيها محارس مبنيّة للرباط بها ، وأسواقها عامرة وهي قليلة الكروم. وفاكهتها من قابس تسدّ حاجة أهلها،
شرب أهلها من مواجل بها، ومواجنها صالحة الطّعوم حافظة لما استودعت . ولهم من صيود السمك ما يكثر ويعظم، تصاد بحظائر قد زربت وعملت في الماء فتأخذ بأيسر سعي. وبناؤها بالحجارة والجير ، وبينها وبين المهدية مرحلتان