من مواليد هذا اليوم 16 ماي سنة : 1881 – الشيخ محمد بوديّة، موسيقي تونسي.
– محمد بوديّة : ولد في 16 ماي 1881 – توفي في 7جوان 1974، (93 سنة).
– ولد الشيخ محمد بن حسن بن محمد بودية بصفاقس في عائلة متواضعة في نهج العش في المدينة العتيقة.
– زاول تعليمه التقليدي في الكُتّاب في زاوية سيدي علي الكراي حيث تعلم القرآن الكريم. توفي والده منذ سن الرابعة ووالدته عندما بلغ الثامنة من العمر. وبالتالي لم يستطع الإلتحاق بجامع الزيتونة لمواصلة تعليمه.
– تعلّم حرفة النجارة في ورشة النجار محمد العش في باب القصبة. ثم تحول للعمل عند السطا محمد زغل قبل أن يفتح ورشةً خاصةً به.
– شجعته عمته التي تبنته على الإنضمام لطريقة العوامرية في زاوية سيدي السبتي حيث تعلم عزف الزكرة، وتعرف على العديد من الموسيقيين على غرار علي الغومة الذي علّم بودية عزف الفحل، ومحمد الفريخة الذي علمه عزف الطار والمالوف.
– مكّن هذا التكوين الموسيقي الشيخ بودية من خلق “أشغال” جديدة والعزف على آلات موسيقية مثل الكرنيطة (الكلارينات)، الهرمونيوم (بيانو عربي) والزكرة مع جميع جوقات صفاقس تقريباً. كان يعزف المالوف التونسي على آلة الهرمنيوم التي لاقت شهرةً كبيرة في العشرينات.
– ومع إزدياد شهرته كوّن الشيخ بودية فرقته الخاصة، أصبحت لها شعبية كبيرة لدى العائلات الصفاقسية. كانت الفرقة تتكوّن من محمد بودية على الهرمنيوم، محمود قوبعة على الكمان، سعيد زواري على العود التونسي، علي القلصي أو الشيخ الرباعي بالطار، وأحمد العايدي بالدربوكة.
– أقامت هذه الفرقة حفلات بباب الديوان وسوق الترك والبلاغجيه ونهج برج النار، ثم انتقلت للعمل مع العوامرية والعيساوية في مجالس سيدي الكراي، فكانت أول جوقة تعزف الأغاني الدينية في الزاوية.
– كان الشيخ محمد بودية يحفظ جميع أناشيد الطريقة الكراريه (نسبة لسيدي علي الكراي). وكان يؤدي الحضرة بالزكرة والهرمنيوم كسابقة فريدة في عصره. كما كان يشارك في جميع زيارات العوامرية (نسبة إلى سيدي عامر) وفي خرجات العيساوية.
– التقى بالشيخ خميس ترنان وبعميد الفنانين أحمد الوافي أثناء قدومه مع البارون درلونجي إلى صفاقس، وتحدث معه طويلاً وشجعه على تدريب الشباب على حفظ المالوف وتعلم فنونه.
– من مساهمات الشيخ بودية في الحياة الفنية هي إبطال الأداء على الفنانين المحترفين. كما سنّ عادات بمناسبة حمل أثاث العروسة حتى اقترنت كرنيطة بودية “بالقفّة والصندوق”.
– ومع دخول الفونوغراف، تأثر المجتمع بالفن الشرقي، فاضطر بودية إلى إدخال عناصر جديدة في فرقته تتقن الأغاني الشرقية وأضافها في عروضه.
– كان الشيخ بوديّة من الرواة الحفّاظ للمالوف، وسجل حوالي ثلاث عشرة نوبة من مجالس سيدي ابي الحسن الكراي بالإذاعة الجهوية بصفاقس، والعديد من الأغاني الأخرى مثل يا رمانة يا رممينة، عشيري لاول، مقواني يا نور عيني،..
– توفي يوم 7 جوان 1974 في صفاقس.
أسامة الراعي