رحب محافظ البنك المركزي ، مروان العباسي ، أمس 01 مارس 2022 خلال ندوة صحفي عقدت بقر البنك بالعاصمة التونسية ، بفكرة اندماج البنوك سواء منها العمومية أو الخاصة .
و اعتبر العباسي بان التعافي الذي تعيشه البنك العمومية جاء بعد الفترات الصعبة التي مرت بها ، مشيرا الى ان القرارات الحاسمة و التي تم اتخاذها من طرف البنك المركزي و الحكومة التونسية خلال سنوات 2013 و 2014 كان لها الاثر الايجابي على وضعية هذه البنوك .
و اشار بان الحكومة هي الجهة الوحيدة المخولة لتقديم طلب اندماج خاص بالبنوك العمومية بينما يبقي للقطاع الخاص حرية اختيار قرار اندماجها من عدمه بحسب قواله .
من جهة اخرى قال العباسي :”بانه في حال وصولهم بمطلب اندماج بين البنكوك سنكون جاهزين لتعزيز العمل بهذا القرار مع تحفيزه”.
و فسر العباسي ذلك بان قرار الاندماج بين البنوك سيمكن بالضرورة من “تطويرالنظام البنكي التونسي كما سيسمح للبنوك المحلية بالتواجد على المستوى العالمي و الاقليمي، مذكرا بنجاح البنوك المغربية في هذا المجال خلال العشرية الاخيرة من هذا القرن .
و اوضح كذلك بان البنك المركزي سيعمل على حث البنوك المحلية على هذا التوجه لما فيه من ايجابيات على القطاع البنكي المحلي و المساهمة في اشعاعه اقليميا .
و اشار محدثنا بان بعض البنوك ستصل في وقت من الاوقات الى مرحلة اعادة الهيكلة أو الاضمحلال في صورة بقائها على حالها و عدم التفكير في طرق جديدة للتطوير من نفسها على غرار الاندماج .
و شدد العباسي على ان نجاح شركات الايجار المالي التونسية في الجارة الجزائرية أو في القارة الافريقية يشجع البنوك التونسية على دخول الاسواق المالية المجاورة على غرار ليبيا و بلدان جنوب الصحراء .
وتحدث ذات المصدر عن ان قرار الاندماج معمول به في عدد من دول العالم و قد اثبتت هذه التجربة نجاحها في عديد التجارب الدولية .
و يعتبر تفكير البنوك في الاندماج والتملك وتوحيد الأعمال المصرفية من الأمور الهامة لتطوير العمل المصرفي. بالإضافة إلى أنه يصبح أمرًا طبيعيا ضروريا وتحوطا احترازيا يجد التقدير.
وكحقيقة ثابتة، فإن حدوث الاندماجات سيخلق وحدات مصرفية قوية ومتمكنة لتقديم أفضل وأمثل الخدمات للحرفاء ولكل الحركة الاقتصادية والتجارية في البلد والمنطقة.
و تواجه البنوك تحديات كبيرة في ظل منافسة شرسة ودخول اطراف جدد وخدمات تقنية عابرة للقارات قد تهدد بقاء البنوك التي لا تواكب المتغيرات ، بالاضافة الى عدم اليقين الاقتصادي و صعوبةً تحقيق زيادة في إيراداتها بصفة طبيعيةً.
الأمر الذي جعل من عمليات الاندماج والاستحواذ محركًا رئيسيًا للنمو، حيث قد تمثل 50% من نمو الإيرادات في قطاع الخدمات المصرفية خلال السنوات المقبلة، وهو ما يزيد عن المعدّل الحالي المرتفع بالفعل والبالغ 35%.
ومع رواج بيئة الاندماج والاستحواذ، تواجه البنوك التقليدية منافسةً كبيرةً من شركات الأسهم الخاصة، والبنوك الرقمية التي تمتلك تمويلًا كافيًا، والشركات التقنية التي تشتري البنوك.
و في هذا السياق قال جاد الزروالي، رئيس الخدمات المالية بشركة ين آند كومباني في الشرق الأوسط في تصريحات صحفية : «ستحتاج البنوك التقليدية، سواءً كانت تسعى إلى عمليات الدمج أو الشراكات أو المشاريع المشتركة، إلى التركيز على تقديم حلول قوية وسريعة للعملاء إذا أرادوا تحقيق النجاح في عمليات الاندماج والاستحواذ. وهو ما يعني القضاء على سمعتها كونها أبطأ وأكثر بيروقراطية من الشركات التقنية».
للاشارة فان شركة بين آند كومباني هي شركة استشارية عالمية تساعد صُنّاع التغيير الأكثر طموحًا في العالم على تحديد المستقبل.